الرئيسية
من طرف المهدى الخميس سبتمبر 30, 2010 12:30 pm
اليوم أخاطبك بعدما تم الانتهاء من مخاطبة الزوجة الأم وخطر التفريط في أولادها وفي نفسها. على هذا الرابط: [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] اليوم الحديث لكِ فقط لأننا نشعر بك ونحس فيك، لا تظنين أبداً انك لوحدكِ تعانين لا وألف لا والله، بل الكثير منا معك، ولكن أختي دعيني أصارحك بعض الشيء قائلاً: لِمَ عبوس الوجه الظاهر على محيّاك؟ بل لِمَ ضيق الصدر ودليله تلك الآهات؟ بل ولِمَ تجالسين أخواتك بقلب حزين يائس؟ وكأن سعادتك فقط في زواجك! صدقيني أعرف أنكِ الآن ستطلقين الآهات قائلة: وما يدريكَ أنتَ عن حجم معاناتي، تظن أن الأمر هيّن سهل وهو أثقل من الجبال الراسيات وأنا لا ألومك، لأنكِ أنتي وحدك من يقرر ذلك ( أي يقرر ذلك الثقل على نفسه )، والله يا أختي إني لأعرف كثيرات تأخرنَ عن الزواججدولهن اليومي مليء بالأعمال الخيرية ليس هناك وقت لكي يفكرنَ في نظرات الآخرين من النساء عديمات الإحساس، بل إن الشيطان عجِزَ أن يجد مدخلاً عليهن لكي يشغل فكرهن بما يضيق به صدورهن قالوها بكلمة واحدة رضينا بقضاء الله وقدره، والله لن نجعل تأخر مجيء الرجل إلينا سبباً في تعاستنا، بل والله سنحرق نظرات النساء عديمات الإحساس حرقاً كاملا، إلى متى نجعلهنَّ أكبر همنا؟ فليقولوا ما يقولوا، والله لن ندع للشيطان مدخل علينا لجعلنا أسيرات للهموم والغموم، نحن أكرمنا الله بعقل متزن نستطيع من خلاله أن نقلب هم العنوسة فرحاً وسرورا وأقول لله درّهنَّ لقد جعلوا كثير من النساء ينظرنَ إليهنَّ نظرة شموخ أكثر مما ينظرنَ إلى كثير من المتزوجات، عرفنَّ كيف يتعاملنَّ مع وضعهنَّ بطريقة تبعدهنّ عن كل ما يجلب الهم والغم أعرف أن رغبتكِ هي الزواج كما هو حال المتزوجات، ولكن أختي ذلك ليس هو كل شي أي ليس هو من يحدد سعادتك من عدمها، فالزواج تحصيل حاصل إن تم فالحمدلله، وإن لم يتم فليس هو نهاية سعادتك، واجعلي هاتين الآيتين دوماً في بالك (وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم) والأية: (فعسى أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيراً كثيرا ) والله قد يكون خير لكِ وأنتي لا تعلمين، ثم قد تقولين تلك اللاتي تأخرن عن الزواج مثلي امتلآ جدولهنّ بالأعمال الخيرية وأنا لستُ راغبة بذلك فبماذا أملأُ جدولي، فأقول إذا أنتي لن تملئينهُ بتلك الأعمال التي تعود عليك بالنفع دنيا وآخره حيثُ أنه كلمازادت الفتاة قرب من الله كلما وجدت السعادة وراحة البالوالطمأنينة، فإذا أنتي مصرّة على ذلك، فملئيهِ بكل ماهو مباح، بميولك الشخصية لديكمثل الاهتمام بتعلم الحاسب الآلي والقراءةوتعلم مهارات جديدة في فنون عديدة وتعلم علوم أخرى والتحقي بدورات مفيدة لكِ ( الحاصل هو إشغال وقتك بالمفيد ) وألاّتتركي نفسك للوساوس والهواجيس فالشيطان يسره أن يحزنك, ولو فتحتي له المجال لَمَا انتهتوساوسه ولَمَا انقطعت أحزانه وسيغوص معك من همْ متوقع إلى أبعد منه وتذكري أن بقاؤكِ عاطلةوشعوركِ بالوحدة وتفاعلكِ واستجابتكِ لحاجاتكِ الفطرية يوقعك في الاكتئاب والاضطرابات النفسية فاحذري. أختي إني أخاطب فيك عقلك الواعي وفكرك المتزن يكفي حزن يكفي ضيق يكفي عبوس يكفي دمار نفسك أرجو أنتبتسمي ابتسامة الرضا، أرجو أن تفسحي المجال في نفسك لمشاعر الطمأنينة، والرضا، والهناءة. وأكثري من الاستغفارولاتنسي السلاحالذي تملكينه الدعاء وبالذاتفي الأوقات المستجابة. وعشِ حياتكِ بنظرة أمل وإشراق وانشراح وأنعمِ بحياة مُصرِّفها الله فهوكريم وفضلهعظيم ويزيد لمن صبر وشكر اسألالله أن يجعلكِ من الصابرين الشاكرين انطلقي أختي وابدأ يوماً جديداً وكوني قوية أمام هذا الأمر الذي أختاره الله لكِ وهو أعلم بكِ من نفسكِ سبحانه وتعالى، وأحسنِِ الظن باللهولا تيأسِ من حصول الخير ونزول الرحمة فيما يأتي من حياتك، لا تيأسِ من روح الله ولا تغلقِِ باب التفاؤل وكوني على الدوام متفائلة خيراً. وبالتوفيق يا أختي.
